الثلاثاء، 25 يونيو 2013

تعلم كيفية قراءة الأفكار بسهولة


يعتقد علماء النفس بأن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية

أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز ، لا عن طريق الكلام

واللسان ( ويقال إن هذه الطريقة ذات تأثير قوى ، أقوى بخمس مرات من

ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات ) ،،ومن الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها

جميعاَ هي تجاهلنا للغة الجسد والإيماءات في محاولتنا فهم ما يقوله لنا

أحدهم أو إحداهم أو إحداهن وقراءة أفكاره أو أفكارها بل إننا نمضي

ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها لأننا لا
نحسب بالشكل الكافي لغة الإيماءات ..


وقرأت مرة أنه يمكن فك الجدل التقليدي حول ما إذا كان الطرف الآخر يحبنا

بالاعتماد على إيماءاته وإيحاءاته ورموزه لا على كلامه

**فقد لا يقول رجل لامرإة إنه يحبها

**وقد لا تقول هي ذلك له ولكن الإيماءات جديرة بأن تقول ذلك ببلاغة أشد من الكلام وهذه بعض الإيماءات والإيحاءات التي تحدث في حياتنا اليومية وقد لا نكون مدركين للمغزى أو التأثير النفسي المسبب لها

فمثلا :

- لمس اليد للوجه أثناء الحديث أمر مرتبط بالكذب
وكذلك الحال عند لمس الأنف أثناء الكلام

- وقد يلجأ البعض إلى لمس الأذن عند التشكيك بكلام يقال أمامهم 




- في حالة غضب تميل النساء إلى التحديق في عيني الرجل محاولة طمأنته
ولكن لو فعل ذلك رجل مع آخر، فلربما عُدّ الأمر نوعاً من التهديد صح ولا لاء ؟؟

- عندما يعقد اجتماع ما لمؤسسة أو إدارة ويلقي المدير نكتة عرضية نجد أن كلاً من الحاضرين يصطنع ابتسامة مزيفة تظهر بوضوح في عضلات زاويتي فمه التي تُشَدّ وتُرخى في اتجاه الأعلى أما في الابتسامة الحقيقية فإن عضلات أطراف العينين تتقلّص أيضاً

- وإذا شبكت المرأة يديها بشكل لين فهذا دليل انفتاحها على الجو المحيط بها

- عندما يهز البعض رؤوسهم في إشارة إلى التأييد والاهتمام نجد أن الشخص المتكلم يزيد من سرعة كلامه

- بينما يشير تشابك الذراعين وتباطؤ رفرفة العينين إلى الملل أو إلى عدم الموافقة
ما يحتمل أن يجعل المتكلم يبطئ في كلامه

- أن يكون الإبهامان متلاصقين فهذا يعني أن المتحدث عقلاني وكريم ومثقف ويستطيع التأقلم مع الظروف العامة

- عندما يجري تعريف بعض الناس إلى بعضهم الآخر يظهر مستوى ما من الاهتمام يُعبّر عنه بازدياد رفرفة أجفان العينين من 18 مرة إلى أكثر من 25 مرة في الدقيقة

- نحن نشاطر الآخرين الذين نكاد لا نعرفهم السوائل الباردة لأنها جاهزة ولا تتطلب وقتا

- نشاطر السوائل الساخنة الناس ذوي العلاقة الودية الأقوى بنا،لأنها تحتاج إلى زمن أكبر لتحضيرها.

فهل هذا هو السبب الذي يجعلنا نقدم ضيافة من المشروبات الساخنة للناس الذين تجمعنا بهم الألفة والمودة. وربما لهذا السبب أيضاً يُعدّ تقديم أي مشروب آخر غير القهوة الساخنة
نوعاً من الاستخفاف بالضيف الذي يشعر بشيء من برودة الاستقبال إذا لم تقدم له القهوة حصراً

- وضع اليدين على الطاولة باتجاه الشخص المتحدث فهذه بمثابة دعوة لتكوين علاقة حميمة

- يفضل المرء أن يتوجه بعد دخول السوق أو المحلات التجارية إلى اليمين لأنه سوف يستخدم يده اليمنى الأقوى ويشعر بالانشراح إذا كانت الممرات واسعة بينما يشعر بالضيق إذا كانت هذه الممرات ضيقة ولذا يحاول أصحاب المخازن تنفيذ هذه الرغبات إذ يضعون السلع الغالية الثمن في اتجاه اليمين وفي الممرات الواسعة ويجب أيضاً أن تكون السلع في تناول الزبون لأنه لا يشتري عادة أي سلعة لا يمسها بيده وقلما يشتري أحدنا سلعة كتب عليها "ممنوع اللمس"

- عندما تكون اليد مفتوحة فهذه الإيماءة تقترن بالصدق والخضوع

- في حال كون الذراعان متصالبتين فمعنى ذلك أن الشخص بحالة دفاعية سلبية

- تعمد مطاعم الوجبات السريعة للإكثار من الألوان الفاقعة والحادة مثل الأحمر والأصفر
وذلك لكي لا يشعر الزبون بالراحة ويطيل الجلوس في المطعم

- وعندما تجلس المرأة على كرسي منحنية للأمام قليلاً واضعة يديها على ساقيها فذلك دليل على حاجتها للرعاية وذلك لإثارة الشخص المقابل لها ليرفع الكلفة

- أما الرجل الذي يجلس على كرسي واضعاً يده على ظهر كرسي آخر فهذا دليل انه بحاجة إلى شريكه تكون جالسة بقربه.. ليغمرها بعطفه

- أما الغمزة بالعين اليمين فإنها تعني أن الرجل عقلاني، ومنهجي
بينما الغمزة بالعين اليسار معناها أن الإنسان عاطفي ولديه إحساس بغرائز من يقابله

تبين جميع الأبحاث المتوفرة أن لغة الجسد هي الجزء الأهم من أي رسالة تنتقل إلى الشخص الآخر وإن ما بين (50-80%) من المعلومات يمكن أن تنقل بهذه الطريقة وأن الرسالة غير الشفوية المنقولة هي غنية, ومعقدة في طبيعتها, وتحتوي على تعابير الوجه والقرب من الشخص المتكلم, وحركات اليدين والقدمين, وملابس الشخص المتكلم ونظراته, وتوتره, وانفعالاته وما إلى ذلك .

ويوجد هناك عاملان هامان

هل يستطيع جسدك أن يقول ما تريده منه؟

وهل تستطيع أن تفسر لغة أجساد الآخرين؟

إن الكثيرين منا لا يعون لغات أجسامنا حيث أن هذا ينطبق على الرجال الذي لا يلاحظون الإشارات التي تنبعث من أجسامهم وأجسام الآخرين ويتجاهلونها حول أشياء مهمة جداً .

وأنه لمن المفيد أن ينضم المرء إلى ورشة علمية تدور حول كيفية تحليل واكتشاف الإشارات المضللة للغة الجسد .

وإليك بعض الأشياء التي يمكن أن تجربها:

ابدأ بالانتباه الواعي للغة أجسام الناس حيث يمكن أن تشاهد التلفزيون لمدة عشر دقائق مع إخفاء الصوت كلياً.

دون بعض الملاحظات عن لغة أجسام الناس المحبوبين والمحترمين والمسموعين:
-كيف يقفون أو يجلسون؟
-ما نوع التعابير التي يملكون؟
-ماذا تفعل أيديهم, وأقدامهم؟
-ما نوع النظرات التي يملكونها؟
-ما هي الوسائل غير الشفوية التي يمتلكونها؟
-هل يتصرفون بعكس لغة أجسادهم الإيجابية وهل هذا يؤثر عليهم؟

ابدأ بالتصرف بلغة الأجساد الإيجابية لمن تحب, وتحترم, وسيبدأ الناس الآخرون بالنظر إليك بشكل مختلف عن السابق .

وحدها العيون تتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون فتلتقي في لحظة لتحكي بلمحة ما يعجز عنه اللسان وتتسلل إلى أعماق النفس لتقول كلماتها الخاصة جدا والصادقة جدا، فهي لغة لا تعرف الكذب ولا الرياء…لغة ليست بلغة لكنها مرآه صافيه تعكس مباشرة كل المشاعر وتبوح بالأسرار…

1- العين :

تمنحك واحدا من أكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من أمامك ، ستعرف من خلال عينيه ما يفكر فيه حقيقة ، فإذا اتسع بؤبؤ العين وبدا للعيان فإن ذلك دليل على أنه سمع منك توا شيئا أسعده ، أما إذا ضاق بؤبؤ العين فالعكس هو الذي حدث ، وإذا ضاقت عيناه ربما يدل على أنك حدثته بشئ لا يصدقه وإذا اتجهت عينه إلى أعلى جهة اليمين فأنه ينشء صورة خيالية مستقبلية وأذا اتجه بعينه إلى أعلى اليسار فإنه يتذكر شيئا من الماضي له علاقة بالواقع الذي هو فيه وإذا نظر إلى أسفل فإنه يتحدث مع أحاسيسه وذاته حديثا خاصا ويشاور نفسه في موضوع ما . 2-

2ا/لحواجب :

إذا رفع المرء حاجبا واحدا فإن ذلك يدل على أنك قلت له شيئا إما أنه لا يصدقه أو يراه مستحيلا ،

أما رفع كلا الحاجبين فإن ذلك يدل على المفاجأة . أما إذا قطب بين حاجبيه مع ابتسامة خفيفة فإنه يتعجب منك ولكنه لا يريد أن يكذبك واذا تكرر تحريك الحواجب فإنه مبهور ومتعجب من الكلام وموجات كلامك تدخل على دماغه بأكثر من شكل

3- الأنف والأذنان :

فإذا حك أنفه أو مرر يديه على أذنيه ساحبا إياهما بينما يقول لك إنه يفهم ما تريده فهذا يعني أنه متحير بخصوص ما تقوله ومن المحتمل انه لا يعلم مطلقا ما تريد منه أن يفعله . ووضع اليد أسف الأنف فوق الشفة العلية دليل أنه يخفي عنك شيئا ويخاف أن يظهر منه

4- جبين الشخص :

فإذا قطب جبينه وطأطأ رأسه للأرض في عبوس فإن ذلك يعني أنه متحير أو مرتبك أو أنه لا يحب سماع ما قلته توا ، أما إذا قطب جبينه ورفعه إلى أعلى فإن ذلك يدل على دهشته لما سمعه منك .

5- الأكتاف :
فعندما يهز الشخص كتفه فيعني انه لا يبالي بما تقول .

6- الأصابع :
نقر الشخص بأصابعه على ذراع المقعد أو على المكتب يشير إلى العصبية أو عدم الصبر


7- وعندما يربت الشخص بذراعيه على صدره :
فهذا يعني أن هذا الشخص يحاول عزل نفسه عن الآخرين أو يدل على أنه خائف بالفعل منك .
هذه الإشارات السبع تعطيك فكرة عن لغة الجسد وكيف يمكن استخدامها في إبراز قوة شخصيتك و التعرف على ما يفكر به الآخرون بالرغم من محاولاتهم إخفاء ذلك ,,,

قضية تلبس الجان ببدن الإنسان حقائق لا تخفى

قضية تلبس الجان ببدن الإنسان حقائق لا تخفى !
خبَّاب بن مروان الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم أجمعين:
فلقد استمعت لعدد من البرامج وكلام بعض الشيوخ النافين لدخول الجان بالإنسي، وأنَّ تصديق ذلك محض خرافة وخبط من القول ما أنزل الله به من سلطان، وأنَّ من يصدِّق ذلك فإنَّما يصدق الخرافات والخزعبلات، وبعيداً عن تسمية الأشخاص بأعيانهم ، ولضرورة تبيان خطأ هذا القول ولرواجه في هذا الزمن (وبالذات)عبر بعض المنتسبين للعلم والمشيخة، فإنَّ من الضرورة التنبيه على خطأ النافين لدخول الجان في بدن الإنسان بعد مشيئة الله وقدرته.
فالقول الذي يعتقده أهل السنة والجماعة ديانة لله تعالى، أنَّ الجني يتلبَّس الإنسي وينطق على لسانه ويتحدث فيه ويؤذيه
وقد أجمع على ذلك علماء أهل السنة والجماعة ولم يخالف في هذا إلا الفرق الضالة كالشيعة والمعتزلة ، وقد نقل الإجماع على هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم ، وذكر عن أبي الحسن الأشعري أنه نقل ذلك عن أهل السنة والجماعة ونقل ذلك أيضا عن أبي الحسن الأشعري العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشبلي الحنفي المتوفي سنة 799 هـ في كتابه [آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان] في الباب الحادي والخمسين من كتابه المذكور ، ولأجل ذلك يقول العلامة ابن حجر الهيثمي (توفي سنة 974هـ): "فدخوله (أي الجني) في بدن الإنسان هو مذهب أهل السنة والجماعة".

• الأدلة من القرآن:

1) من الأدلة على تلبس الجني بالإنسي المراد الدخول به ما في كتاب الله تعالى قوله تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس).
قال الإمام القرطبي في تفسيره عند هذه الآية:(في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنَّه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس.
وقد تحدثَّ العلامة السيد محمود أفندي الألوسي عن المس الشيطاني للإنسان مستشهداً بقوله تعالى: { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} سورة البقرة: 275( ) ثم قال: "واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليه أمور حقيقة واقعة، كما أخبر الشرع عنها، والتزام تأويلها كلها يستلزم خبطاً طويلاً لا يميل إليه إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم، وبذلك ونحوه خرجوا عن قواعد الشرع القويم، فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ويقول سيد قطب "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره"
2) ومن الادلة على ذلك من كتاب الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) ( سورة الأعراف – الآية 201 )
قال ابن كثير : ( إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد، وقيل : بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 267) 

• الأدلة من السنة:

1) ومن الأدلة من السنة ما ورد عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه )قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 ) وقد قال الحافظ ابن كثير عن الحديث الذي في مسند البزَّار : له شاهد في صحيح البخاري ومسلم، كما في البداية والنهاية : 6/298.
2) عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي قال : ( ذاك الشيطان ادنه ) فدنوت منه فجلست على صدور قدمي قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال: ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم (3548) ، وصححه الحاكم في المستدرك، وصححه البوصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن )، وقال الألباني حديث صحيح ، انظر: صحيح ابن ماجة 2858 ، وصححه الدكتور بشار عواد معروف.
3) عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أخرج عدو الله أنا رسول الله " قال : فبرأ فأهدت له كبشين وشيئا من أقِط وسمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر) أخرجه أحمد والطبراني وذكره التبريزي في مشكاته وقال : صحيح لشواهده، وقد ذكره الإمام ابن كثير في (البداية والنهاية (6/ 146) ضمن أحاديث أخرى ثم قال بعدها : (فهذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع عند المتبحر أن يعلى بن مرة حدث بهذه القصة في الجملة)
4) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب ) ( صحيح أبو داوود 1375 ) ( صحيح الجامع 426 ) وهذا يدل على أن الجني يدخل في الإنسان حالة غفلته.
قال الحافظ في الفتح : ( فيحتمل أن يراد الدخول حقيقة ، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم ، لكنه لا يمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى ، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر ، فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة ، ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه ، لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه ) ( فتح الباري – 10 / 628
5) وجاء في حديث أسامة بن زيد قال: ( خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حجها ، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة [ معها صبي لها ] فسلمت عليه صلى الله عليه وسلم فوقف لها ، فقالت : يا رسول هذا ابني فلان ، والذي بعثك بالحق مازال في خنق واحد منذ ولدته إلى الساعة – أو كلمة تشبهها فاكتنع ـ أي: حضر ودنا ـ إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسط يده فجعله بينه وبين الرحل ، ثم تفل في فيه ، ثم قال : اخرج عدو الله فإني رسول الله ، ثم ناولها صلى الله عليه وسلم إياه فقال : خذيه فلن ترى معه شيئا يريبك بعد اليوم إن شاء الله تعالى قال أسامة رضي الله عنه : وقضينا حجتنا ثم انصرفنا ، فلما نزلنا بالروحاء فإذا تلك المرأة أم الصبي ، فجاءت ومعها شاة مصلية فقالت : يا رسول الله ، أنا أم الصبي الذي أتيتك به ، قالت : والذي بعثك بالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى هذه الساعة . قال أسامة رضي الله عنه : فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أسيم قال الزهري - : وهكذا كان [ يدعوه ] به لخمسة – ناولني ذراعها . قال : فامتلخت (أي: انتزعت الذراع وسللتها) الذراع فناولتها إياه صلى الله عليه وسلم فأكلها صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا أسيم ، ناولني الذراع : فامتلخت الذراع فناولتها إياه فأكلها صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا أسيم ، ناولني الذراع . فقلت : يا رسول الله ، إنك قد قلت : ناولني فناولتكها فأكلتها ، ثم قلت : ناولني فناولتكها فأكلتها ، ثم قلت : ناولني الذراع ، وإنما للشاة ذراعان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك لو أهويت إليها ما زلت تجد فيها ذراعا ما قلت لك ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : يا أسيم ، قم فاخرج فانظر هل ترى مكانا يواري رسول الله صلى الله عليه وسلم . فخرجت فمشيت حتى حسرت وما قطعت الناس و [ ما ] رأيت شيئا أرى أنه يواري أحدا وقد ملأ الناس ما بين السدين ، فأخبرته ، فقال صلى الله عليه وسلم : فهل رأيت شجرا أو رجما ؟ قلت : بلى ، قد رأيت نخلات صغارا إلى جانبهن رجم من حجارة . فقال صلى الله عليه وسلم : يا أسيم ، اذهب إلى النخلات فقل لهن : يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحق بعضكن ببعض حتى تكن سترة لمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقل [ ذلك للرجم ] فأتيت النخلات فقلت لهن الذي أمرني به ، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر تعاقرهن بعروقهن وترابهن حتى لصق بعضهن ببعض ، فكن كأنهن نخلة واحدة ، وقلت ذلك للحجارة ، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى علا بعضهن بعضا ، فكن كأنهن جدار ، فأتيته صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال صلى الله عليه وسلم : خذ الإداوة ، فأخذتها ، ثم انطلقنا نمشي ، فلما دنونا منهن سبقته صلى الله عليه وسلم فوضعت الإداوة ، ثم انصرفت إليه فانصرف صلى الله عليه وسلم حتى قضى حاجته ، ثم أقبل عليه الصلاة والسلام وهو يحمل الإداوة ، فأخذتها منه ثم رجعنا ، فلما دخل صلى الله عليه وسلم الخباء قال لي : يا أسيم ، انطلق إلى النخلات [ فقل لهن ] : يأمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ترجع كل نخلة إلى مكانها ، وقل ذلك للحجارة . فأتيت النخلات فقلت لهن [ الذي ] قال ، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن بترابهن حتى عادت كل نخلة إلى مكانها وقلت ذلك للحجارة ، فوالذي بعثه بالحق لكأني أنظر إلى تعاقرهن حجرا حجرا حتى عاد كل حجر إلى مكانه ، فأتيته صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك .
أخرجه البيهقي في الدلائل :(6/25 ـ 26) وأخرجه أبو نعيم في الدلائل كذلك برقم (298) وأخرجه البوصيري في زوائد العشرة، وحكم ابن حجر على هذا الحديث في المطالب العالية (4/197) فقال: إسناده حسن.
6) ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود عن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال صلى الله عليه وسلم "على رسلكما، إنها صفية بنت حيي، فقالا: "سبحان الله يا رسول الله! فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئا".
وقد استدل بهذا الحديث على قدرة الجن سلوك بدن الإنسان جماعة من علماء وأئمة أهل السنة والجماعة منهم: القرطبي في تفسيره، وابن تيمية في فتاويه، وابن حجر الهيثمي وردَّ به على المعتزلة منكري ذلك، والبقاعي في تفسيره، وابن حجر العسقلاني في بذل الماعون، والعلامة موفق الدين بن عبد اللطيف البغدادي، والقاسمي في تفسيره، وحكى النووي أن بعض علماء الشافعية استدلوا بالحديث على أن الله جعل للشيطان قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجاري دمه.
فهل كل هؤلاء العلماء يأخذون بالخرافات التي يدعيها غيرهم على من يقول بدخول الجان في بدان الإنسان؟

• دليل المشاهدة والحس:


دخول الجني بالإنسي الذي يريد ويتقصد الدخول فيه أمر واضح ومشاهد عيانا بياناً وأروي قصةَّ وقعت أمام عيني قبل عشرة سنوات حيث كنت في المسجد الحرام وكانت هنالك امرأة تطوف حول الكعبة وكان زوجها معها وقد كانت تقرأ القرآن وسورة الإخلاص كما تحدث بذلك زوجها أمام ملأ من الناس، فحينما كانت تقرأ القرآن صُرِعَت وألقي بها على الأرض فبدأت تتكشَّف، وذلك من شدة وقع الآيات التي كانت تقرأها وقوة هذه الآيات على ذلك الجني المتلبس بها، حتى جاء بعض الفضلاء من حفظة القرآن والرقاة وقاموا يقرؤون عليها، فبدأت تدفعهم دفعاً شديداً ولقد رأيت بأم عيني أكثر من سبعة رجال قد وضعوا عليها عدداً من سجاجيد المسجد الحرام الثقيلة وهي تدفعهم دفعاً شديداً وكل واحد منهم يضغط على جزء من جسدها من فوق السجاجيد ومعهم زوجها وهي تدفعهم بقوَّة، ثم بدأ الجني ينطق وقد سمعته بأذني وكان صوته صوت رجل يتحدث على لسانها ، وكان يقول لمن يقرأ عليه لقد أحرقتني بالآيات القرآنية، فمضى القارئ للقرآن يقرأ عليها الآيات وذلك الجني يتكلم ويحاول أن يستغفل ذلك القارئ لكي يخف عليه ما يجده من ألم من قوة الآيات القرآنية التي يقرأ بها عليها.
ومن الادلة التي تشهد بذلك في عصر الصحابة ما قاله محمد بن سيرين : ( كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع ) ( فتح الباري – 13 / 303 )
ووجه الدلالة واضح وهو أنَّ من مرَّ من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله على رقبته؛ لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب حتى يخرج من بدن المصروع ، ولهذا قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر : ( كان يظنه من يراه مصروعا ، فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك ) ( سير أعلام النبلاء – 2 / 590 – 591 )
لهذا نقل ابن تيمية عن الإمام أحمد قائلاً له ابن عبد الله : ( قلت : لأبي إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني ، يكذبون . هو ذا يتكلم على لسانه ) ، وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) . ا هـ .
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق . ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك . ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون أن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه . وهذا مبسوط في موضعه ) .
لقد قال ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد المجلد الرابع صفحة 66ـ 99 حث قال: "شاهدت شيخنا يقصد ابن تيمية يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع"
فما حجَّة القائلين بهذا بعد هذا؟
فإن قالوا هذه خرافات، فإنا نقول إنَّ الخرافة وجود أمر لا يصدَّق شرعاً ولا حسَّاً ولا واقعاً، فكيف والذي نقوله هو بخلاف الخرافات بل هو ملاحظ ومشاهدا حسا وبيانا، ونلحظ ذلك دليلا أثراً من القرآن والسنَّة، ونظراً بمشاهدة ذلك حساً وواقعاً معاينا، بل القول بخلاف ذلك نقض للعقلانية ممَّن يدعي العقلانية !!
والله ولي التوفيق.